إذَاالقَلبُ يوماًسباهُ الهَوَى
وأذكَىانبلاجي بَهَاءُالقَمَرْ
وَفَاضَتْ دُمُوعي على وجنَتَيَّ
شَوْقًا لرَبِّ كَريمٍ أَبَرْ
فَلا بُدَّ للّيلِ أنْ يَنْجَلِي
ولاَبُدَّلِلصُّبْحِ أَنْ يَنْفَطِرْ
وَمَنْ لَمْ يُهَلِّلْ بِنُور الهُدَى
يَعِشْ في ظَلاَمِ كَليلَ البَصَرْ
فَدُون الإله ظَلامي دجَا
وَدُونَ الحَبِيبِ هَوايَ احْتَضرْ
وَدُونَ الجَليلِ فَقَدْتُ الرَّجَا
وَدُونَ الجَمِيلِ مُنَايَ انْتَحَرْ
وَلابُدَّ لِلْقَلْبِ منْ تَوْبَةٍ
تُبيدُ الخَطَايَا وَتَنْفِي الكَدَرْ
فمَا عادَ قَلْبي يُطيقُ الجوَى
فَرُوحي تَرَدَّتْ وقَلْبي انشَطَرْ
إلامَ التَّجَافي ونَارُُ الهَوَى
تُهِيجُ اشتِيَاقِي وتَذْكي الشَّرَرْ
عَلامَ التَّنَائِي وفِي مُهْجَتِي
جَحِيمُ تَلَظَّى كَمَا لَوْ سَقَرْ
فَيَا بَسْمَةَ الْقَلْبِ كُفّي النَوَى
فَمَا عادَ قَلْبِي يُطيقَ السَّفَرْ
فَحَسْبِي منَ الهَجْرِ جَمْرُ شَوَى
فُؤَادي وَرُحِي وأعْمَى البَصَرْ
فَمَنْ لِي بِرَأيٍ يَفُوقُ الرُّؤَى
ومَنْ لِي بعَقْلٍ بَعِيدِ النَّظَرْ
يُعيدُ انسجَامي إلَى رُشْدِهِ
وَيَهْدي لِقَلْبِي سَنِيَّ العِبَرْ
يُحيلُ اقْفِرَاري إلَى رَوْضَةٍ
يُهَدْهِدُ رُوحِي شَذَاهَا العَطِرْ
بِذِكْرٍ شَجِيِّ جَرَى فِي مُهْجَتِي
لُحُونًا عِذَابًا تَهُزُّ الوَتَرْ
وَمَنْ لِي بِغَيْثٍ يُغِيثُ الحِجَا
بِقَطْرٍ نَدِيٍّ هَمِيٍّ هَمِرْ
ومَنْ لِي بِصُبْحِ يَدُكُّ الدُّجَى
بِوَجهٍ صَبُوحٍ جَمِيلٍ أغَرْ
أهِيجُ اشْتِيَاقًا وَرَبِّ السّمَا
إلَى هَمْسِ ثَغْرٍ أراَنِي السَّهَرْ
إلَى نَبْضِ قَلْبِ بِجِسْمِي جَرَى
ذَبِيبًا خَفِيًا بَديعَ الأثَرْ
إلَى عِطْرِ حُبٍّ بِرُوحِي سَرَى
فَأَحْيا رِيَاضِي وفيهَا انْتَشَرْ
يُوأفِي فُؤَادي بطيب الشَّذى
فَيَزْهُو بِحُبِّ الْحَبيبِ الأغَرْ
يداوِي جِرَاحِي يَصُدُّ الأذى
وَيَحْوي شَتاتِي إذَا مَا انْتَثََرْ
إذَا مَا ضُلُوعِي بَدَا عَجْزُهَا
عَلَى حُضْنِ قَلْبِي إذَاما انفَجَرْ
وَأَضْحَتْ جُفُونِي بِلاَ قُدْرَةٍ
عَلَى لَجْمِ دَمعِي إذَا مَا انهَمَرْ
وَصَارَ التَّصَافِي جَفًا بَيْنَنَا
فمَا لِي سوَى اللهِ مُجْري القدرْ
إليه ارتحالي حثيث الخطى
أُواسي خيالي بِأبهى السُّوَرْ
وَمَنْ غَيرُ رَبِّي لَهُ قُدْرةٌ
عَلَى قَلْبِ حَالِي إذَامَا اعتَسَرْ
إلَيه ابتهَالي إذَا هَمَّنِي
هُمُومٌ ثقَالٌ تُذِيبُ الحَجَرْ
عَليمٌ بِحالِي ولاَ عِلْمَ لِي
سِوَى مُسْتَعَارٍ قَلِيلٍ نَزَرْ
فَمِنْ دُونِ رَبّي حَيَاتِي سُدًى
هُوَ اللّهُ حَسْبِي إلَيْهِ المَفَرْ
فَلاَ وَجْهَ يَبْقَى سوَى وجْهُهُ
وَلاَذِكْرَ بَاقٍ سِوَى مَاذَكَرْ
فَتَبًّا لعَيْنٍ غَدَتْ لاَ تَرَى
وأُفٍّ لِقَلْبٍ جَحُودٍ مَذَرْ