الجنس : عدد المساهمات : 118نقاط : 186 السٌّمعَة : 5تاريخ التسجيل : 30/05/2010
موضوع: كلنا خطأون الإثنين 31 مايو 2010 - 17:34
كلنا خطأون كلنامذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطرعلينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنتبمعصومين { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسانالضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبتهالذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلبالتقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته. أين طريقالنجاة؟ قد تقول لي: إني أطلبالسعادة لنفسي، وأروم النجاة، وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها، ولا أعرفكيف ابدأ؟ فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه يتلمس الطريق وينتظر العون،وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكن أين الطريق؟ والطريق أخي الحبيب واضحكالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريقالفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه، وستجدالجواب: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَصَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى[طه:82]. بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهموكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنهامهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَاتَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاًإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر:53]. ولكن.... ما التوبة؟ التوبة أخي الحبيب هي الرجوع عما يكرههالله ظاهراً وباطناً الى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائعالإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط، هي الينبوع الفياضلكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة... هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة، ومناط الفلاح... هي أول المنازل وأوسطها وآخرها... هي بداية العبد ونهايته... هي ترك الذنب مخافةالله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدرعليه... هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجه الى الله فيما بقي، وكف عن الذنب. ولماذا نتوب؟ قد تسألني أخي الحبيب: لماذا أتركالسيجارة و أنا أجد فيها متعتي؟ لماذا أدعمشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟ ولماذاأتمنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟ لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحبالتقييد والارتباط؟ ولماذا ولماذا... أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحهويجد فيه سعادته؟ فالذي يسعدني هو ما تسميهمعصية. فلِمَ أتوب؟ وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب لابد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك، وما تمنيت إلا راحتك، وما قصدت إلا الخيروالنجاة لك في الدارين والآن أجيبك على سؤالك: تب أخي الحبيبلأن التوبة: 1- طاعة لأمر ربك سبحانهوتعالى فهو الذي أمرك بها فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةًنَّصُوحاً [التحريم:8]. وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة. 2- سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[النور:31]. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ،ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه. 3- سبب لمحبة الله تعالىلك قال تعالى: إن الله يحبالتوابين ويحب المتطهرين [البقرة:222]. وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بهاإنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟! 4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك منالنار قال تعالى: فَخَلَفَمِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَيَلْقَوْنَ غَيّاً (59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم:60،59]. وهل هناكمطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟! 5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادةالقوة والإمداد بالأموال والبنين قال تعالى: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْإِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىقُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ[هود:52]، وقال: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍوَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12]. 6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الىحسنات قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىرَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِيمِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التحريم:8]، وقال سبحانه: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَيُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً[الفرقان:70]. ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذا تبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟.. لماذا تظلم نفسك بمعصيةالله وتحرمها من الفوز برضاه؟...جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته. قدّم لنفسك توبةمرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنمللمنيب المحسن كيف أتوب؟ كأني بك تقول: إن نفسي تريد الرجوع الىخالقها، تريد الأوبة الى فاطرها، لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع الشهواتوالسير وراء الملذات، واقتراف صنوف المحرمات... ولكنها مع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ولا من أين تبدأ؟ وأقول لك: إن الله تعالى إذا أرادبعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر لك بعضالأمور التي تعينك على التوبة وتساعدك عليها: 1- أصدق النية وأخلصالتوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلبالتوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عنالتوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوءوالفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْعِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]. 2- حاسب نفسك: فإن محاسبة النفس تدفع الى المبادرة الى الخير، وتعين على البعدعن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه،وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها. 3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموتيأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصيةقائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عنالآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسكوتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب. 4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينكعلى التوبة، فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهبفاعبد الله معهم}. 5- ابتعد عن رفقة السوء: فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوكوخصوصاً أن من ورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهمسوقاً.. فغيّر رقم هاتفك، وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمرمنه... ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: { الرجل على دين خليله،فلينظر أحدكم من يخالل} [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني]. 6- تدبّر عواقب الذنوب: فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقبسيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك الى ترك الذنوب بداية، والتوبة الىالله إن كان اقترف شيئاً منها. 7- أَرِها الجنة والنار: ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمنأطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه. 8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدةوالفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتكبالباطل، والفراغ يؤدي الى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود الى رفقة السوء. 9- خلف هواك: فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أَرَأَيْتَمَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الفرقان:43]. فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطمفي نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه. 10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيبعلى التوبة غير ما ذُكر منها: الدعاء الى اللهأن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبرالقرآن، والصبر خاصة في البداية، الى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة. شروط التوبة الصادقة: وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتىتكون صحيحة مقبولة وهي: أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكونالباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لاتقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْبِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:146]. ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلاتتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبةالصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا. ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لايمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً. رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه منالمعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها،ولهذا قال : { الندم توبة } [رواهحمد وابن ماجة وصححه الألباني]. خامساً: العزم على عدم العودة: فلاتصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنبوهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل. سادساً: ردّ المظالم الى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوقالى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول : { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألايكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن لهحسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر} [رواه أحمد والترمذيوصححه النووي]. وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيءالنهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها} [رواه مسلم]. علامات قبول التوبة وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها،ومن هذه العلامات: 1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مماكان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمنكان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبتهوصحتها وقبولها. 2- ألا يزال الخوف من العودة الى الذنبمصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفةعين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه: أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِالَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30]، فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه. 3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منهوإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضي اللهعنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقععليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا}. وقال بعضالسلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى منعصيت). 4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً فيقلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليس هناكشئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلببذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرينبذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى تصحيحها. 5- أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبةوالنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه،فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه،فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلا يمدهما في الحرام،ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره منالبغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله، ويبتعد عنالرياء والسمعة. احذر التسويف إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقيمن عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونانتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنياالفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار... والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمالأصلاً. فسارع أخي الحبيب الى التوبة، واحذرالتسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن يحضرأجلك وينقطع أملك، فتندم ولات ساعة مندم، فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك، وتنقطعأنفاسك، وتنصرم لياليك. تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتىيصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلةللتوبة. لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوبوالمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواماً يبارزون اللهبالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من خطاياهم، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيشوسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، وأن هذااستدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول : { إذارأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قولهعز وجل: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَكُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَاهُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُلِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:45،44] } [رواه أحمد وإسناده جيد]. وأخيراً... !! أخي الحبيب: فِر الى الله بالتوبة[/font:
قمر عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 3963نقاط : 6109 السٌّمعَة : 15تاريخ التسجيل : 03/01/2010
موضوع: رد: كلنا خطأون الإثنين 31 مايو 2010 - 23:00
باندة الاسكندرية عضو vip
الجنس : عدد المساهمات : 409نقاط : 625 السٌّمعَة : 7تاريخ التسجيل : 01/03/2010 العمر : 50
موضوع: رد: كلنا خطأون الثلاثاء 1 يونيو 2010 - 15:40
اللهم جازه على ما كتب خير الجزاء واجزل له العطاء وبدل السيئة حسنه والمعصية طاعة