""" ناجي علوش """
-1-
هنا تَتَأجج زهره
هنا تَتَوهجُ نار
وأنتَ المُولع بالنارِ والزهرِ
هَل تتركُ الزهرَ للنارِ
أم تتركُ النارَ للزهرِ
أم تجمعُ الزهرَ والنارَ
كي تَتَحرق...
هوَ الزهرُ في النار يورقُ
والنارُ في الزهرِ تُشرقُ
والوجدُ أن عانقَ الزَهرَ فورَ
أو عانقَ النارَ فاض
فَمَن يمنعُ الوجدَ أن يتأججَ
أن سَقسقت في الحديقة نار؟
ومن يمنعُ الوجدَ أن يتوهجَ
أن أشرقت في الحريقة زهرة؟
ومَن يمنع القلبَ أن يقطفَ الزهرَ
أو يخطفَ النارَ
أو يعشقَ المهرة الجامحة؟
-2-
سألتُ الحريقةَ
عن وَجَع الروحِ
فاستَهجَنت وَهَني
وَدعتني إلى جَذَل النارِ
والنارُ في جسدي
فتأكدتُ أن الحريقةَ لم تلمسِ الجرحَ
كيَ تَعرَف اللهب الذي يَتَدفق
تُرى هل أقول لها:
أزهر الجمرُ في الصدرِ
حتى غدا القلبُ فوار نار
وقلبي المُعلقُ
يَنشد للزهرِ والنارِ
وَهوَ الذي خَبَر الضرتين...
فَمَن يقنع الريحَ أن تجمعَ التوأمينِ
والنارُ لا تقبل النارَ
بل تَطلب الزهرَ
والزهرُ لا يقبلُ الزهرَ
بل يَطلب النارَ
والقلبُ يحتضن الجمرَ والزهرَ
والجمرُ كالزهرِ لا يَتَرفَق
-3-
وحين سألتُ الحديقةَ
عن زهرةٍ تتوهجُ
أزهرتِ النارَ
وانطلقت في الفضاءِ الحساسينُ
وامتلأت دُورنا بالبنفسج
فقررتُ أن أوقظَ الوعدَ
والوعدُ في الزهرِ والنارِ
هذي يدي تَلمس النارَ
أو تلمسُ الزهرَ
هذا دمٌ سالَ
فاختبأ الطيرُ
واختزن الأُفقُ بالبرقِ والرعدِ
سالَ دمي
فَتَلفت
كانت أزاهيرُ تذوي
وتنبتُ أرباضُ عوسج
فَمَن يوقف الدمَ
أو يمنع العوسجَ المُتنمرَ
عن جَذل الزهرِ
أو كبدي...
ليتَ للنارِ أُذنا فتسمعُ...
ها هو الزَهرُ يزهرُ في الدمِ
والعوسجُ المتنمر يطلقُ من
فمه زَبَدا....
وللنارِ هسهسةُ في الرياحِ
ووسوسة في جراحي...
-4-
هُنا تَتَألقُ زَهرة
هنا تَتَأجج نار
هُنا يَتَنمرُ عَوسج
وأنتَ المُولعُ بالزهرِ والنارِ
هل تقبلُ العوسجَ المُتنمرَ
أم تعشقُ النارَ
أم تترك الزهرَ في النارِ
أم تَتَمزق...؟
-5-
وها أنا أَحضرُ
من أَلَقِ الزهرِ جئتُ
ومن أرقِ النارِ جئتُ
ولا شيءَ عندي
سوى وَلَعَ يَتَدفق
أمد يدي فأدمى
وأعبِر خيطَ دمي طالباً
زهرةَ النارِ
والنارُ والزهرُ يستغربان
فيا أَلَق الجُلنار...
أناديكَ.... حينَ تَحُط جبالُ
الصقيعِ..
على كاهلي
وحينَ يصير النجيعُ حجاره...
أُنادي، فيملأُ صَوتي المكان
وأدعو فَيوقظُ صَوتي المَدى
وأصمتُ حيناً فيأتي الصدى
أمان، الأمان، الأمان، الأمان
وأهتف من أم قلبي
فَيَأتي الصَدى
أمان الأمان الأمان
ويعبرني الزهرُ حيناً
وتعبرني النارُ حيناً
وأبقى
يدايَ إلى الوعدِ ممدودتان
وَصوتي من البَرقِ والرَعدِ
لا يَتَلَجلَج
فَهَل يسمعُ الزهرُ؟
أو تسمع النارُ؟
هَذا هُو البَرقُ
يُعطي الإشاره...
وها هِيَ سيدة الريحِ
تَدعو إلى مِهرجان.
-6-
هُنا الصَوتُ
يَملأُ كل المدى
هُنا وهُناك الصَدى
هُنا الصمتُ يُشعِل كل المكان
هُنا لاَ يَغيبُ الزَمان
فماذا يقولُ الفَتى: هَل يقولُ
أتيتُ من الزهرِ والنارِ خِلو الوفاض
والوَجدُ إن لامسَ الزهرَ فور
أو عانقَ النارَ فاض
أمان الأمانَ الأمان
هُوَ الليلُ يَغمُرنا بالندى
هِيَ الريحُ تَدعو إلى مِهرجانَ
أمان
الأمان، الأمان، الأمان
-7-
هُنا تَتَألقُ زَهرَهَ
هُنا تَتَرقرقُ نار
فَهل تَجهل النارُ وَجهَكَ
أو يَجهلُ الزَهرُ عَينيك
أو يُنكرُ الرَبع لهفتك الطامحة؟
-8-
هنا
أفتحُ الجرحَ للزهرِ والنارِ
لا أسألُ الزَهرَ أَن يرتوي
ولا أسألُ النارَ أن تَرعوي
ولا أَتَمزق
هُنا أفتحُ الجُرحَ
فلينهلِ الزَهرُ
ولتَجذَلِ النارُ
ولتَصهَلِ المهرةُ الجامحة.....