كان خبيب بن عدي رضي الله عنه احد الأنصار الذين اسلمو مع النبي صلى الله عليه و سلم و كان كثير العبادة كان شجاعا و قد قتل الكثير من المشركين مما ملأ قلوب الكفار حقدا عليه و رغبة في الإنتقام منه
في احد الأيام جاء لنبي صلى الله عليه و سلم وفد من قبيلة هذيل التي كانت تسكن بين مكة و المدينة
يطلبون منه ان يرسل بعض المسلمين ليعلومهم الدين و يحفظوهم القران الكريم فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم 6 مسلمين و كان منهم عاصم بن ثابت و العبدالله بن طارق و زيد بن الدثنى و خبيب ابن عدي
فاتجهو إلى قبيلة هذيل و في الطريق هاجمهم جماعة من المشركين و غدر وفد قبيلة هذيل و رغم قلة العدد إلا انهم قاتلو بإمان و شجاعة حتى يستشهد 3 من المسلمين منهمعاصم بن ثابت و بقي 3 من المسلمين احياء و عاهدهم المشركون ألايمسوهم باذي إذا استسلمو فستسلمو المسلمون لكن المشركين غدرو بهم و اخلفو وعدهم و اسرو المسلمين و ربطوهم بالحبال و سارو بهم إلى مكة
و سار المسلمون الثلاثة زيد و خبيب و عبدالله و هم مقيدون و فك عبدالله قيده و اخذ سيفه فاحسو به
المشركون و اخذو يرمونه بالحجارة حتى قتلوه و وصل المشركون الخائنون و معهم خبيب و زيد إلى مكة
فباعو زيدا لرجل من المشركين ليقتله انتقاما و ثأرا لبعض قتلى المشركين في غزوة احد ثم باعو خبيبا
لمشرك اخر فأخذهو حبسه حتى يقتله و اخبر المشركون الظالمون خبيبا انهم سوف يقتلونه و يصلونه
و لكن خبيبا لم يرهبه الموقف و لم يجبن و لم تضعف عزيمته و إنما راح يصلي و يقرأ القران و ظل في حبسه
لا يكف عن ذكر الله و الدعاء و التضرع إليه و كان الله تعالى يرزق خبيبا في سجنه من الثمرات التي لم تكن
موجودة في مكة و كان المشركون يتعجبون من امره و لكنهم ظلوا يعذبونه و يستعدون لقتله
و لما حان الموعد الذي حدده المشركون لقتل خبيب اخرجوه من سجنه لكي يقتلوه فقال لهم قبل ان يصعدو
لقتله دعوني حتى اصلي ركعتين
فتركوه فصلى ركعتين طويلتين و بعد ان انتهى من صلاته التفت إليهم و قال لهم و الله لولا ان تظنو اني انما طولت خوفا من القتل لاستكثرت من الصلاة و اخذو خبيبا و قيدوه و صلبوه على الواح من الخشب و اراد هؤلاء
المشركون ان يسامو خبيبا و ان يجعلوه يترك دينه قبل ان يقتلوه ققالو له اتحب انا محمدا مكانك؟
لا و الله ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه فأخذوا يسخرون منه تقدم أحد من المشركين و هو
يمسك بحربته فطعنه طعنة قوية وهو يردد لا إله إلا الله محمد رسول الله وأخذ يطعنه طعنا كثيرة حتى تمزق جسده,وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بموت خبيب فأرسل رجلا من المسلمين ليدفنه, وتسلل الرجل في الظلام ثم فك قيود خبيب المصلوب فسقطت الجثة على الأرض و حينما نزل الرجل ليدفن الجثة تملكته
الحيرة و الدهشة فقد إختفت الجثة!! و لم يجدها أحد,و كذلك أطلق على خبيب بليع الأرض