قال
مدير دائرة الخرائط في 'جمعية الدراسات العربية' في القدس خليل تفكجي إن
إسرائيل تقوم حاليا بإنشاء مدينة أخرى تحت القدس لتنسجم مع معتقدات اليهود
التاريخية.
وأشار التفكجي إلى العديد من المغالطات التي
تتردد عبر وسائل الإعلام حول القدس، وخاصة ما يتعلق بإجراء حفريات تحت
المسجد الأقصى، مبينا 'أن ما تقوم به إسرائيل حاليا إنشاء مدينة أخرى تحت
القدس لتنسجم مع معتقداتهم التاريخية، وان كل الاكتشافات والحفريات التي
تقوم بها إسرائيل لم تثبت أي حقائق عن الوجود اليهودي في المدينة المقدسة'.
وأضاف:
'في ظل هذا الواقع المؤلم للمدينة ومحاولات إسرائيل المستمرة لتغيير
ملامحها التاريخية والديموغرافية، فإن القدس تعد كل العرب بالصمود ولكنها
لا تعدهم بالنصر'، مطالبا الدول العربية بتقديم المساعدات لأهلها لتثبيتهم
في منازلهم وترميم ما تبقى منها.
وقال: 'إن إسرائيل خلقت
واقعاً سياسياً وديموغرافياً جديدا في مدينة القدس على حساب الجغرافية
الفلسطينية، من خلال مصادرة الأراضي وبناء المستعمرات وهدم البيوت ورفض
منح تراخيص البناء للسكان العرب'.
وقال: 'إن هذا الواقع
أدى إلى حدوث انتهاكات بحق الأرض والشعب الفلسطيني، وإلى خلق خلل
ديموغرافي، وان بناء جدار الفصل العنصري استخدم كوسيلة للضغط في المفاوضات
مع الطرف الفلسطيني'.
وأكد 'ان تأثيرات جدار العزل العنصري
أثرت على الأوضاع في بالمدينة المقدسة والى إخراج التجمعات الفلسطينية
خارج حدود البلدية، وضم الكتل الاستيطانية التي تقع خارج حدود البلدية
وفصل المناطق الفلسطينية بعضها عن بعض، بحيث لا يتبقى من السكان
الفلسطينيين في البلدة القديمة أكثر من 12 في المئة من المجموع العام
للسكان'.
وأشار إلى أن إسرائيل سحبت ما يزيد عن 10 آلاف
هوية من عائلات فلسطينية منذ العام 1967 وحتى العام 2009، إلى جانب هدم
876 منزلا منذ العام 1994 وحتى منتصف العام 2009 وطرد سكانها خارج حدود
المدينة حيث أصبحوا دون مأوى.
وقال: 'إن المدينة المقدسة أصبحت
الآن من دون أي مؤسسات إعلامية وثقافية ورياضية'، داعيا إلى دمج المؤسسات
المتبقية وخاصة في القطاعات الطبية والتعليمية والسكانية مع نظيراتها
العربية من خلال عقد اتفاقيات توأمة في ما بينها بهدف الحفاظ على وجودها.