]]رسالة من فتاة فلسطينية الى شارون [[
إلى رئيس الوزراء الصهيوني (( المأسوف على مقعده )) :
هل تعرفنى ؟؟؟ انظر إلى جيداً فلربما استدلت على عيناك !!!
معك حق ... صعب جداُ أن تتعرف على ملامحي
الذنب ليس ذنب عينك وإنما ذنب أنفك الذي تعودنا أنه يشتم ببراعة رائحة الدم الفلسطينى
ولكن ربما تكون حاسة الشم قد تعطلت لديك جراء ما حدث لك في الفترة الأخيرة
لربما تكون مقدمتى طالت وأحيطك علماً بأنني سأطيلها قدر استطاعتى
ليس إلا لأنك اليوم مثل ما يقولونها بالبلدي ( عواطلي ) ولديك وقتاً متسعاً لسماعي
بل لديك الوقت كله ...
(((( أي والله حتى أنا حكسب فيك أجر وأنا بشغل وقتك بورقتى عالقليلة حتسمع كلام
مش حيغم النفس زي الأخبار اللي جاية من الكنيست من عند الجماعة اللي زحزحها وقعد مطرحها))))
رئيس الوزراء الذي خلعه مرضه وانقلب عليه وضعه الصحى
أنا بنت فلسطينية .. أعذرك إذ لم تتعرف على هويتى فلقد اختفت ملامحي الفلسطينية خلف غبار ألاف القذائف
والصواريخ التي تغير علينا صباح مساء
أعذرك إذ لم تتعرف على هويتى فلقد بح صوتي العربي الأصيل جراء بكائي على شهداء بلدي ولطالما ناديت وناديت
هل من أحد يغيثنا فعرفت أن العالم كله قد انشغل بلعبة ( الاستغماية ) والغريب أنهم كلهم بدل أن يغلقوا عيونهم
أغلقوا آذانهم وأفواههم فليست هذه اللعبة التي لطالما تمنيت أن ألعبها مع أطفال قريتى وقد علق جنودك برج
القصف العالي مقابل الحارة.. فسألت أبي هل هذه هي اللعبة التي حدثتنى عنها أمي فنظر إلى طويلاً.. ثم تنهد وقال
لا يا بنيتى ليست هي ... هذه لعبة يلعبها الكبار فقط!!!
أنا أكتب لك هذه الرسالة لأنك لطالما أرسلت لنا رسائل
كل يوم تأتينا منك رسالة
بل كل صباح ومساء
بل كل ساعة
رسائل سوداء مظلمة ظالمة
تسرق منا الحياة
تسرق منا الفرح
تسرق من الأرض وردها
ومن البيوت أحجارها
بل وحتى تسرق من الأرض رملها
رسائل جوية ورسائل بحرية ورسائل برية
مختومة بالدم
واعذرني فأنا لن أرد عليك باللغة التي تقهمها
ففي بلدي من الكبار من يفهمون لغتك
وصنعوا مظاريف وورق رسائل مخصوص للرد علي رسائلك
صحيح أن الورق والمظاريف المرسلة لك ليست قد المقام
فهي ليست كتلك الأوراق المصنوعة أميركياً ولا تصل إليك بالحمام الزاجل العربي
((( علماً بأن سعر الحمامة الوحدة بلغ اكثر من 70 دولار حالياً )))
إلا أن رسائلم تصل إليك في نهاية المطاف .. شئت أم أبيت
وتجد نفسك مجبراً على قرائتها
أنا اليوم أقرأ عليك رسالتى
وما زلت أتذكر الوحوش الحديدية التي ترسلها ليلاً
تدوس على كل شئ
تقتلع الشجر وتدمر الحجر وتقتل البشر
ما زلت أتذكر شجرة الزيتون التي اقتلعتموها
فغادرتنا جدتى حزناً وغماً عليها وقد اختلطت دموعها بزيتها
وغادرنا الكثير والكثير ممن نحب
الدنيا من حولنا أصبحت موحشة
أشجار مقتلعة
بيوت مهدمة
أموات هنا وهناك
رائحة الموت تنتشر في كل مكان
ماذا تركتم لنا
ماذا بقي لدينا غير حزن وغضب وذاكرة مجروحة
سرقت من الأطفال فرحتهم
حرمتهم من لعبتهم
سلبت منهم طفولتهم
فوجدوا أنفسهم رغماً عنهم يغادرون طفولتهم
ويلعبون بالحجر
أقحمت نفسك حتى في حواديت الأطفال
لماذا تتململ ؟؟؟ أطلت عليك أليس كذلك ؟؟؟؟؟؟
أخبار الكنيست أهون عليك من أن تستمع لطفلة فلسطينية
لن أطيل عليك المرة فأنا التي لم أعد أحتمل مخاطبتك
سأرحل الآن ليس إلى حيث تريد أنت
بل إلى حيث تريد أي فلسطينية وفلسطينى الذهاب
إلى قريتي ...
وسوف يأتي اليوم الذي سيأتي فيه طفل فلسطينى ها هنا
إلى هداسا
الى هذه الغرفة ويشير إليك بإصباعه ويقول
بابا ... شيلو هدا من هنا وارموه برة ... هنا كان بيت جدي
أنا راحلة
ولكن قبل أن أرحل
أطلب منك أن تأمر أطباءك أن ينظفوا أسنانك جيداً بالفرشاة والمعجون
فما زال لحم بعض أطفال فلسطين عالقاً بين أسنانك
هذا إذا كنت ما زلت تأمر وتنهي