تتجه
العديد من المسيرات اليوم نحو السفارات المصرية بالقارة الأوروبية احتجاجا
على بناء الجدار الفولاذي؛ الجدار الذي جعل النظام المصري يجد نفسه وسط
دوامة من الانتقادات والإدانات الدولية والداخلية أثارت جدلا فقهيا واسعا
بين من حرّم ومن أجاز الجدار الذي شبه بـ''غوانتانامو'' غزة.
أضحت
السفارات المصرية المنتشرة في القارة الأوروبية مقصدا للمنددين والشاجبين
للمواقف والخطوات المصرية المنتهجة حيال قطاع غزة عبر تشديدها لحركة
المرور من وإلى القطاع وكذا بناء جدار فولاذي لوقف عمليات التهريب وحماية
أمنها القومي، كما تقول.
وقال متحدث باسم تحالف الجمعيات المتضامنة مع
الشعب الفلسطيني في سويسرا، إن هذه المظاهرات ستكون متزامنة في عدة عواصم
أوروبية، مضيفا أن سفارة مصر في العاصمة السويسرية برن رفضت يوم الأربعاء
الماضي تسلم رسالة احتجاج من ممثلي التحالف.
وعلى الصعيد الداخلي، كشف
النائب صبحي صالح، أمين عام مساعد الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين
بالإسكندرية، حسب صحيفة ''اليوم السابع''، خلال الندوة التي نظمتها
الكتلة، أول أمس، تحت عنوان ''لا لجدار العار''، قيام عدد من القوى
السياسية برفع دعوى قضائية ضد كل من الرئيس مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف
ووزيري الزراعة والبيئة أمين أباظة وماجد جورج، بسبب الجدار الفولاذي،
الذي يجري تشييده على الحدود المصرية مع قطاع غزة.
الأصوات المطالبة
بمقاضاة الهيئات السياسية العليا في مصر كانت في خضم جدل فقهي شهده مجمع
البحوث الإسلامية التابع للأزهر، حيث أفتى البعض بتحريم بناء الجدار
وبتقديم اعتذار لأهل غزة، غير أن البيان الرسمي الذي تناول الموضوع خرج
بإجازة بنائه وأفتى بأنه شرعي بعدما زكته الأغلبية، في وقت رجحت الأغلبية
فتوى شرعية الجدار العمل الذي تقوم به مصر ''تأمر به الشريعة الإسلامية
التي كفلت لكل دولة حقوقها وأمنها وكرامتها، وأن الذين يعارضون ذلك
يخالفون ما أقرت به شريعة الإسلام، من أن لكل دولة أن تصون حقوق أبنائها
وتمنع كل عدوان على هذه الحقوق''.
لكن هذه الحجج لم تكن في نفس الميزان
الذي أفتى منه رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الدكتور يوسف
القرضاوي الذي أفتى بتحريمه شرعا، حيث قال في بيان له، أول أمس، إن هذا
الجدار لن يحقق أي مصلحة لمصر وشعب مصر وللسلطة المصرية ذاتها، فالكاسب
والمستفيد الأول من ذلك هو إسرائيل، والخاسر والمتضرر الأول هو: نحن العرب
والمسلمون، وأولنا مصر التي تخسر موقعها المرموق عربيا وإسلاميا.