لا مانع من دخول الحائض المسجد

ذهب أكثر الفقهاء قديما إلى القول بحرمة دخول الحائض المسجد وعمدتهم في المنع ما جاء في سنن أبي داود


وابن ماجه والبيهقي وابن خزيمة، عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " لا أحل المسجد لحائض ولا جنب" .



وحيث إن هذا الحديث هو عمدة من يمنع دخول الحائض المسجد، فمن المتعين بيان درجته من حيث القبول والرد، فأقول مستعيناً بالله:



"إن إسناد هذا الحديث بجميع طرقه ضعيف لا يحتج به، ففي إسناده: جسرة بنت دجاجة، قال فيها البخاري: عندها عجائب ( انظر : المجموع 2/160 ). ، وقال البيهقي: فيها نظر، كما في إسناده أيضاً (أُفلت) أو فليت بن خليفة عن جسرة عن عائشة، وفليت هذا مجهول ( انظر : التخليص الحبير ، لإبن حجر العسقلاني ، 1/140) .وقد ضعف الحديث كل من الخطابي في (معالم السنن 1/67 ) ، وابن القيم في (تهذيب السنن)، والنووي في (المجموع 2/160) وابن حزم في (المحلى 1/401) وقال إنه منكر مردود، وضعّفه الشيخ الألباني أيضاً في (إرواء الغليل 1/162 ، وتمام المنّة ، ص119) .



وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى القول بجواز دخول الحائض للمسجد وبهذا قال الإمام أحمد في رواية عنه وهو قول المزني صاحب الإمام الشافعي وبه قال الإمام داود وابن حزم الظاهريان .

وقال الإمام أحمد في رواية أخرى إن للحائض دخول المسجدإن توضأت وأمنت تلويث المسجد . انظر (الإنصاف 1/347) .

واختار هذا القول العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والإمام المحدّث الشيخ ناصر الدين الألباني كما في تمام المنة ، ود . حسام الدين عفانة وغيرهم من المعاصرين وهذا القول هو الذي أطمئن إليه وأفتي به بعد الدراسة والتحقيق وذلك لما يلي :

1. لأن الأصل عدم التحريم ولم يقم دليل صحيح صريح على تحريم دخول الحائض للمسجد .

2. ومما يقوي القول بجواز دخول الحائض للمسجد عموم قول النبي e :

( المسلم لا ينجس ) رواه البخاري ومسلم .

3. أن العلماء أجازوا للكافر دخول المسجد رجلاً كان أو امرأة فالمسلمة أولى وإن كانت حائضاً .

4. ومما يدل على الجواز أيضاً ما رواه البخاري ومسلم في قصة المرأة السوداء التي كان لها خباء في مسجد رسول الله e فقد قال الإمام البخاري في صحيحه :

[ باب نوم المرأة في المسجد ] ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم … قالت عائشة فكان لها خباء في المسجد أو حفش قالت : فكانت تأتيني فتحدث عني … الخ ) .

قال الحافظ ابن حجر :[ و الخباء الخيمة من وبر وغيره والحفش البيت الصغير ] فتح الباري 2/80 .

وقال ابن حزم مبيناُ وجه الاستدلال بهذا الحديث :[ فهذه امرأة ساكنة في مسجد رسول الله e والمعهود من النساء الحيض فما منعها عليه الصلاة السلام من ذلك ولا نهى عنه وكل ما لم ينه عنه رسول الله e فمباح .." انظر : ( المحلى 1/401-402).



5- كما لأنّ العلة من منع الحائض المكث في المسجد وهي -خشية تلويث المسجد- أمر سهل ويسير اليوم بخلاف العصر السابق، فلا تمنع حينئذ.


وخلاصة الأمر أنه يجوز للمرأة الحائض دخول المسجد لطلب العلم إن أمنت تلويثه وذلك لحاجة النساء الماسة إلى العلم والتفقه في الدين

د. مشهور فوّاز : المشرف العام لرابطة علماء المستقبل وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

الغالي سي قورس
شكرا لك على المرور الطيب

جزاك الله خيرا

اخي امين
شكرا لك على المرور الطيب

جزاك الله خيرا

شكراااا جزيلا

سلمت يمناك ولا عدمناك

دوماً مبدع بكلماتك العذبه الراقية

كلمات رائعه وصفت حجم حبك الرائع

تقبل مروري المتواضع

تحياتي
MarwanSoudies